الصراع مستمر منذ عشرة أعوام و ما زال الوضع في سوريا حرجاً بوجود ملايين السوريين المهجّرين وبحاجة إلى الحماية والمساعدة الإنسانية. ما زال العنف مرتفعَ المستوى، كما أن التقدّم الذي يلوح في الأفق نحو تحقيق حلّ مستدام للصراع ضئيل.
على العكس من ذلك، سوريا اليوم على مسارٍ من انعدام الاستقرار طويل الأمد فاقمه ما تمخّضت عنه جائحة كورونا من تداعيات اجتماعية اقتصادية. لقد أبدى كل من لبنان والأردن وتركيا قدراً استثنائياً من التضامن إزاء اللاجئين، إضافة إلى غيرها من البلدان المُضيفة في المنطقة كمصر و العراق. وما زالت بحاجة إلى المساعدة لتلبية حاجات اللاجئين ومجتمعاتهم المُضيفة المتنامية.
من شأن حلّ سياسي موثوق ينسجم وقرار مجلس الأمن الأممي 2254 (1) وبيان جنيف 2012 (2) فقط أن يضمن مستقبلاً سلمياً واستقراراً مستداماً لكل من سوريا والمنطقة. لهذا السبب، يستمر الاتحاد الأوروبي في العمل على دعم حوار شامل و موثوق بوساطة الأمم المتحدة في جنيف يملكه و يقوده السوريون، بصفته السبيل الوحيد إلى الأمام نحو حلّ سياسي حقيقي و مستقبل مزدهر سلميّ للشعب السوري. يحافظ الاتحاد الأوروبي على انخراطه الفعّال مع الشركاء الإقليميين والدوليين جميعهم، ومع المجتمع المدني السوري لدعم عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة. كما يواصل دعم الشعب السوري واللاجئين والمجتمعات المحلية المُضيفة في بلدان الجوار، عبر مساعدات إنسانية وتنموية واقتصادية ومعونات ترسيخ الاستقرار.
يؤمن الاتحاد الأوروبي إيماناً راسخاً بأن السلام المستدام يترافق وإعادة لُحمة النسيج الاجتماعي السوري. لا يمكن تحقيق هذه العملية إلا عندما يشعر السوريون قاطبة بالأمان والحرية وعندما يتمكنون من العيش بكرامة في بلدهم.
"إن ما يستدعي اهتمامَنا الفوري هو تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري، و العمل على إنجاز وقف إطلاق نار مستدام و في كامل أنحاء سوريا، و تحقيق حلّ سياسيّ شامل. إن مؤتمر بروكسل أداة فعّالة تمكّن الاتحاد الأوروبي من الانخراط مع كافة الفاعلين ذوي الصلة دعماً لجهود الأمم المتحدة السياسية و الإنسانية".
جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و السياسية الأمنية/نائب رئيس المفوضية
-----------------------------------------
إن حق العودة الآمنة والكريمة والطوعية هو حق فردي للاجئين والمهّجرين داخليّا ويدعم الاتحاد الأوروبي اللاجئين السوريين و طموحهم بالعيش بأمان في وطنهم. لكنْ، كي يتمكن اللاجئون السوريون من العودة إلى بلدهم، ينبغي توفر الشروط الضرورية. ويعمل الاتحاد الأوروبي على نحو وثيق مع مفوّض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) على الشروط اللازمة كي تكون العودة المنظمة آمنة. إن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين و غيرها من المنظمات الإنسانية المكلفة بحاجة إلى إمكانية الوصول إلى كافة أنحاء سوريا لرصد الوضع. إلا أن هذه المتطلّبات غير محققة حالياً.
ريثما يتوفر دليل واضح على تلبية شروط الحماية اللازمة، سيكون من الأساسي الحفاظ على حيّز اللجوء ومواصلة تقوية متطلبات صمود اللاجئين والمجتمعات المُضيفة لهم. لهذا السبب، يستمر الاتحاد الأوروبي في التضامن مع البلدان المُضيفة للّاجئين وتقديم الدعم لها. لا تقتصر مساعدة الاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية على تحقيق الفائدة للاجئين السوريين وحدهم بل تشمل أيضاً الشعب اللبناني والأردني والتركي، إذ تساعد في خلق فرص العمل و البنى التحتية بما فيه ذلك المدارس وتحسين خدمات الصّحة والمياه.
لدى التوصّل إلى حلّ سياسي، سيساعد الاتحاد الأوروبي السوريين في "نيل السلام". إلا أنه ما من طرق مختصرة على المسار الذي يؤدي إلى سلام مستدام حقيقي. سيكون الاتحاد الأوروبي مستعداً للمساعدة في إعادة إعمار سوريا فقط لدى سريان انتقال سياسي شامل وحقيقي وجامع على نحو راسخ، تتفاوض عليه الأطراف السورية على أساس قرار مجلس الأمن الأممي 2254 وبيان جنيف 2012. لا يمكن لأموال الاتحاد الأوروبي لدعم إعادة الإعمار أن تُستثمرَ في سياق يُفاقِم اللامساواة التي كانت ما قبل الحرب و يعمّق المَظالم طويلة الأمد. يجب ضمان سيادة القانون و حقوق الإنسان الأساسية لضمان استفادة السوريين قاطبة من جهود إعادة الإعمار. عندئذ فقط بإمكان إعادة الإعمار أن تُفضي إلى مصالحة حقيقية و سلام مُستدام.
-----------------------------------------
عقوبات الاتحاد الأوروبي
منذ عام 2011، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات موجهة ضد نظام الأسد و داعميه لوقف القمع و زيادة الضغط دعماً لتسوية سياسية مستدامة للأزمة السورية بما ينسجم و قرار مجلس الأمن الأممي 2254. تستهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا في المقام الأول أفراداً و كيانات على نحو محدد. و هي مصَمَّمة بحيث تتجنّب عرقلة تأمين المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الجهود العالمية الإضافية للتصدّي لجائحة كورونا. إنّ صادرات الغذاء أو الأدوية أو التجهيزات الطبية كأجهزة التنفس الاصطناعية و أجهزة التهوية غير خاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي. حتى بالنسبة إلى الأصناف محتملة الخطورة و الممنوعة من الدخول إلى سوريا، ثمة استثناءات مسموحة لأغراض إنسانية.
-----------------------------------------
كيف يساعد الاتحاد الأوروبي؟
-----------------------------------------
مؤتمر بروكسل الرابع لدعم مستقبل سوريا والمنطقة: 22-30 حزيران 2020
إن الهدفَ الشامل لمؤتمرات بروكسل حول سوريا هو دعمُ الشعب السوري و حشد المجتمع الدولي دعماً لحلّ سياسي مستدام للأزمة السورية بما ينسجم وقرار مجلس الأمن الأممي 2254.
على غرار المؤتمرات الثلاثة السابقة، سيتناول مؤتمر بروكسل الرابع أيضاً المسائل الأكثر إلحاحاً المتعلقة بالمعونات الإنسانية ومتطلبات الصمود والتي تؤثر على السوريين والمجتمعات المحلية المُضيفة للاجئين السوريين، داخل سوريا وفي المنطقة. كما أنه سيعيد تأكيد دعم المجتمع الدولي سياسياً ومالياً للبلدان المجاورة لسوريا، ولا سيما لبنان والأردن وتركيا، إضافة إلى مصر والعراق. سيكون مؤتمر بركسل الرابع الفعالية الرئيسة على صعيد إعلان التعهّدات من أجل سوريا والمنطقة في عام 2020. على غرار السنوات الماضية، سيقدّم المؤتمر منصة تفاعلية للحوار مع المجتمع المدني و المنظمات غير الحكومية الفاعلة في سوريا و المنطقة من خلال عملية مسحٍ على الشبكة و مناقشات موجهة مع الاتحاد الأوروبي و شركاء الأمم المتحدة المحليين في سوريا و المنطقة.
-----------------------------------------
رشا رفاعي
لاجئة سورية – لبنان
"أطمح إلى المزيد من العلم و تأسيس مدرستي الخاصة. أريد أن أكون ذات تأثير في المجتمع، و لا أكتفي بكوني شخصاً عادياً".
رشا فتاة في الخامسة و العشرين من العمر، غادرت سوريا عام 2014 و تعيش الآن في الزيتونة في لبنان. كان من الهام بالنسبة إليها أن تتابع دراستها التي اضطرت إلى الانقطاع عنها بسبب الحرب. في لبنان، استفادت رشا من منحة دراسية من تمويل الاتحاد الأوروبي، و بعد التخرّج، عُرضت على رشا وظيفة كمدرّسة مساعِدة في المعهد الذي تخرّجت منه.
"يجب أن تحظى النساء بالتعليم، لأن التعليم سلاح بأيديهن و بأيدي الجميع. ينبغي للنساء أن يكنّ ذوات تأثير في المجتمع كأي شخص آخر، و ينبغي ألا يكتفين بكونهنّ مجرّد عابرات جئنَ و عشنَ و متنَ من دون أي تأثير يُذكر. إذا لم تكن النساء متعلّمات، فكيف يمكنهنّ تربية و تعليم أجيال المستقبل؟".
-----------------------------------------
نسرين الناصر
لاجئة سورية – الأردن
"أصبحتُ أكبر قيمةً لأنني أعمل بجدّ و أعيل أسرتي، كما أشتري علاج ابنتي، لذا فقد تغيّرت أمور كثيرة في البيت".
نسرين سيدة في الخامسة و الثلاثين من العمر، انتقلت إلى الأردن مع أسرتها من درعا في سوريا عام 2013. انتسبت إلى دورة تدريبية في الخياطة يؤمّنها برنامج من تمويل الاتحاد الأوروبي مع غيرها من النساء السوريات و الأردنيات. بهذه المهارة الجديدة، باتت الآن قادرة على إعالة أسرتها.
"أتمنى أن أتمكّن من تعليم بناتي في المدرسة. لا أريدهنّ أن يبقينَ في البيت مثلي، لأنني لم أنلْ حقي في التعليم، و أريد لبناتي أن يتعلمنَ و ينجحنَ".
"لم تكن السوريات و الأردنيات هنا يعرف بعضُهن بعضَهنّ الآخر، لكننا نجحنا في إنشاء صداقات جميلة".
-----------------------------------------
غفران الحامد
لاجئة سورية – تركيا
"حلم الطفولة هو أن أكون كأبي".
غفران فتاة في التاسعة عشرة من العمر، لجأت إلى تركيا منذ عام 2012. تمّ تدمير مدرستها في إدلب و تمّ تعطيل دراستها. كانت غفران في الصف الثامن عندما لاذت بالفرار من إدلب. أكملت بنجاح دراستها في المرحلتين الإعدادية و الثانوية، و هي في مركز الإيواء المؤقت. كما أكملت دورة لغة هناك. كان حلم غفران أن تصبح محامية كأبيها. و يعود الفضل في أن أحلامها قطعت خطوة إلى الأمام إلى المدارس التي بنتها وزارة التعليم بدعم من الاتحاد الأوروبي.
-----------------------------------------
اضغط هنا لتحميل بيان الوقائع
أنظر أيضا