العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي واليمن
الاتحاد الأوروبي شريك عريق لليمن. كما أنه يعتبر أحد كبار المانحين لليمن، خاصة في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والمساعدات الإنسانية. يعمل الاتحاد الأوروبي في اليمن على ثلاث مسارات: الدعم السياسي والإنساني والتنموي. منذ 2015، بلغ إجمالي دعم الاتحاد الأوروبي لليمن مليار يورو تقريبا.
العلاقات السياسية
يتمتع الاتحاد الأوروبي بعلاقات طويلة الأمد مع اليمن تعود إلى يوليو 1998 عندما أصبحت العلاقات رسمية بسريان اتفاقية التعاون التي ركزت على التنمية التجارية والقضايا الاقتصادية. وضعت تلك الاتفاقية الأساس لشراكة طويلة الأمد بين الاتحاد الأوروبي واليمن في تلك المجالات وغيرها.
تعمل بعثة الاتحاد الأوروبي من عمَّان، الأردن، منذ 2017. توسع عمل الاتحاد الأوروبي مع اليمن في السنوات الأخيرة رغم التحدي الذي تفرضه بيئة العمل في البلاد. تم إطلاق عدة مشاريع ممولة من الاتحاد الأوروبي، وكبرت مشاريع أخرى من أجل الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في البلاد.
يظل الاتحاد الأوروبي نشطا جدا على المستوى السياسي، ويدعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة، ويؤيد تسوية سياسية شاملة في اليمن بالتعاون الوثيق مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة ومكتبه. تتمثل الأولوية السياسية الأهم للاتحاد الأوروبي في اليمن في إنهاء الحرب المدمرة والمساعدة في جمع اليمنيين معا من أجل إعادة بناء بلدهم. وفي هذا السياق، يشارك الاتحاد الأوروبي بنشاط مع جميع أطراف النزاع لجمع الأطراف ذات الصلة معا والمساعدة في بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة. ويعمل الاتحاد الأوروبي على زيادة شمولية جهود السلام من خلال جعلها مفتوحة أمام جميع الفاعلين المعنيين، بما في ذلك المجتمع المدني والمرأة والشباب. الاتحاد الأوروبي ملتزم بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في اليمن، ويواصل مناصرة الاحترام الكامل للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي.
العلاقات التجارية
شكل تصدير النفط الخام في السابق 90% من إجمالي الصادرات اليمنية. غير أن نضوب الموارد والنزاع أدى إلى تقليص صادرات اليمن النفطية بشكل كبير. أما الصادرات الغير النفطية لليمن فكانت في الأساس منتجات زراعية وسمكية (كالفواكه والبن والعسل). يعتبر اليمن مستوردا صرفا لجميع أصناف المنتجات الرئيسية. في 2020، بلغت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى اليمن 643 مليون يورو بينما بلغت الواردات من اليمن 52 مليون يورو (أي بنسبة -45.7% مقارنة بعام 2019).
يستفيد اليمن من مبادرة "كل شيء عدا الأسلحة" وهي مبادرة للاتحاد الأوروبي ضمن النظام المعمم للأفضليات، والتي تمنح البلدان الأقل نموا ميزة وصول جميع منتجاتها، باستثناء الأسلحة والذخيرة، دون رسوم أو حصص إلى الاتحاد الأوروبي.
دعم الاتحاد الأوروبي انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية، كما ويواصل الاتحاد الأوروبي دعم القطاع الخاص وقدرات اليمن الاستثمارية باعتبارها موجهات رئيسية للتنمية المستدامة.
اليمن على قائمة بلدان العالم الثالث التي لديها اختلالات استراتيجية في أطر عمل مكافحة غسيل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب (قرار الاتحاد الأوروبي 2018/843). يدعم الاتحاد الأوروبي الجهود المبذولة ضمن إطار مجموعة العمل المالية ويهدف إلى تعزيز مساءلة المؤسسات اليمنية.
التعاون التنموي
فاقم النزاع الجاري في اليمن التحديات الاقتصادية والتنموية الموجودة مسبقا في البلاد.
يركز التعاون التنموي للاتحاد الأوروبي على دعم الصمود المعيشي في الريف والتعافي المبكر وسبل المعيشة والأمن الغذائي والرعاية الصحية الأولية وبناء السلام والشمول الاقتصادي ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. منذ 2015، قدم الاتحاد الأوروبي 353.7 مليون يورو كمساعدات طويلة الأمد، مما يجعل الاتحاد شريكا تنمويا رائدا لليمن.
تم تكريس أحد أهم برامج الاتحاد الأوروبي، والذي تبلغ كلفته 70 مليون يورو ويمتد للفترة من 2016 إلى 2021 لتعزيز الصمود المعيشي في الريف اليمني من خلال خلق فرص مستدامة لكسب العيش وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية.
منذ أواخر العام 2020، يدعم برنامج تعزيز الصمود المؤسسي والاقتصادي في اليمن (SIERY) برنامج الصمود المؤسسي على المستوى المحلي ويعمل على تحسين تقديم الخدمات الأساسية وتنمية بيئة الأعمال لتعافي الاقتصاد.
واستجابة للتحديات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، يدعم الاتحاد الأوروبي النظم والبنى التحتية للقطاع الصحي.
المساعدات الإنسانية
تسبب النزاع في اليمن في حدوث أكبر أزمة إنسانية في العالم حيث تشرد أكثر من 4 مليون شخص من منازلهم. كما يعاني أكثر من 16 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي وهناك 5 مليون شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة. يزداد الوضع سوءا بسبب الأزمة الاقتصادية واسعار الغذاء المرتفعة.
في 2021، خصص الاتحاد الأوروبي 90 مليون يورو كمساعدات إنسانية لليمن، لتصل المساعدات الإنسانية من الاتحاد الأوروبي لليمن إلى 648 مليون يورو منذ بداية النزاع في 2015.
تذهب هذه المساعدات إلى مشاريع ينفذها شركاء الاتحاد الأوروبي (الأمم المتحدة ومجموعة الصليب الأحمر ومنظمات دولية غير حكومية) في مختلف انحاء البلاد. ظل الاتحاد الأوروبي مركزا على المساعدات الطارئة للسكان المتضررين من النزاع والأمن الغذائي والعناية بالتغذية والرعاية الصحية التي تشمل الاستجابة لكوفيد-19 والتعليم في حالات الطوارئ.
تتمثل الأولويات الشاملة في حماية الأشد ضعفا والاستجابة السريعة للطوارئ وتمكين الشركاء الإنسانيين من الوصول إلى المحتاجين عبر الخدمات الجوية الإنسانية الخاصة بالأمم المتحدة. أثناء ذروة جائحة كوفيد-19، أطلق الاتحاد الأوروبي أكبر جسر جوي إنساني له إلى اليمن.
كما يعتبر الاتحاد الأوروبي فاعلا رئيسا في المناصرة والتنسيق الإنسانيين. يعقد الاتحاد الأوروبي بشكل دوري اجتماعات مع المجتمع الإنساني لتعزيز العمل الإنساني وفق المبادئ والمساءلة، من خلال مثلا اجتماعات كبار المسئولين الإنسانيين.