الاتحاد الأوروبي وليبيا
تخضع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وجيرانه المباشرين لسياسة الجوار الأوروبية (رابط خارجي) . ويقدم الاتحاد الأوروبي لجيرانه ضمن هذا الإطار علاقة مميزة وتعاونا في المجالات التي تحددها أولويات مشتركة. من خلال شركائه في سياسة الجوار الأوروبية، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز الرخاء والاستقرار والأمن للجميع على أساس القيم المشتركة للديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والحكم الرشيد ومبادئ اقتصاد السوق والتنمية المستدامة. ومع ذلك، وعلى عكس معظم دول المنطقة الأخرى، لم تبرم ليبيا اتفاقية شراكة ) مع الاتحاد الأوروبي .
مع التقدم الذي تشهده عملية الانتقال في ليبيا، سيتحوّل دعم الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد إلى الاحتياجات طويلة المدى. حيث سيسعى الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل إلى تكثيف العلاقات السياسية بين الاتحاد الأوروبي وليبيا والتعاون المالي والتقني من خلال الأدوات المختلفة بموجب سياسة الجوار الأوروبية .
العلاقات السياسية
يتعاون الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الأمم المتحدة ويشارك بنشاط في عملية برلين التي تقودها الأمم المتحدة من أجل ليبيا بهدف استعادة السلام والاستقرار في جميع أنحاء البلاد .ويدعم الاتحاد الأوروبي بشكل كامل منتدى الحوار السياسي الليبي والعملية السياسية التي تقودها ليبيا، كما أنّه في حوار مستمر مع الأمم المتّحدة وحكومة الوحدة الوطنيّة الليبية حول أفضل السّبل لدعم عمليّة الاعداد للانتخابات العامّة المخطّط إجراؤها في 24 ديسمبر 2021. ويعمل الاتّحاد الأوروبي مع كل من المفوضيّة الوطنية العليا للانتخابات واللّجنة المركزيّة لانتخابات المجالس البلدية بهدف المساعدة في بناء القدرات المؤسسية في إطار إعداد وتنظيم انتخابات ذات مصداقية.
عقب مؤتمر برلين الأول حول ليبيا في كانون الثاني / يناير 2020 ، وتماشياً مع الالتزامات التي تعهد بها المشاركون في مؤتمر برلين ، اعتمد الاتّحاد الأوروبي عقوبات ضد مخرّبي العملية السياسية ، ومنتهكي حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي ، والمتاجرين بالبشر. تمّ تعزيز هذه الالتزامات من خلال مؤتمر برلين 2 في يونيو 2021 وقرار مجلس الاتحاد الأوروبي بإدراج عرقلة الانتخابات ضمن مبررات فرض العقوبات. ويطبّق الاتّحاد الأوروبي العقوبات التي أقرّها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، بما في ذلك حظر الأسلحة وتجميد الأصول وحظر السفر. بالإضافة إلى ذلك ، اعتمد الاتّحاد الأوروبي لائحة لتمديد حظر الأسلحة ليشمل أيضًا أي معدّات يمكن استخدامها للقمع الداخلي وكذلك السلع ذات الاستخدام المزدوج .
باعتباره أحد مترئّسي مجموعة العمل الاقتصادية لعملية برلين، يدعم الاتّحاد الأوروبي اللّيبيين في تطوير طريقة أكثر استدامة وشفافيّة لإدارة عائدات النّفط وإعطاء الأولويّة للإصلاحات الاقتصادية الملحّة الضرورية لمعالجة الوضع الاقتصادي المتدهور في ليبيا.
العلاقات الاقتصادية والتجارية
تأثّرت العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وليبيا بالأزمة التي امتدّت لفترة طويلة وعدم الاستقرار في البلاد. إلى جانب سوريا، تعتبر ليبيا الشريك الوحيد بين دول الجوار الجنوبي (الجزائر ومصر وإسرائيل والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين* وسوريا وتونس) الذي لم يبرم اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي. تجري العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وليبيا حتى الآن خارج الإطار القانوني الثنائي الذي ينظّم العلاقات الثنائية.
يعتبر الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لليبيا بنسبة 51٪ من إجمالي تجارة البلاد في عام 2020.
تتمتع ليبيا بصفة المراقب ضمن الشراكة الأورو-متوسطية - يوروميد. يوروميد هي واحدةمن أبرز المبادرات لسياسة الجوار الأوروبية. وتعد يوروميد عنصرا أساسيا في السعي لتحقيق تكامل اقتصادي أكبر في منطقة البحر المتوسط، بما في ذلك بين شركاء منطقة المتوسّط .
وليبيا ليست عضوًا في منظمة التجارة العالمية. لقد بدأت المفاوضات من أجل انضمام ليبيا إليها سنة 2004. وكان التفاوض على الاتفاقية الإطارية بشأن التجارة بين الاتحاد الأوروبي وليبيا الذي بدأ في سنة 2008 قد مهد الطريق لانضمام ليبيا لمنظمة التجارة العالمية، إلاّ أنّه تم تعليق المفاوضات في فبراير من سنة 2011. ولا يزال استئناف المفاوضات الثنائية مع ليبيا خيارًا مفتوحا.
* لا يجوز تفسير هذه التسمية على أنها اعتراف بدولة فلسطين ولا يخل بالمواقف الفردية للدول الأعضاء بشأن هذه المسألة.
التعاون والمساعدات الإنسانية
يعتبر الاتحاد الأوروبي من أكبر مقدمي الدّعم في ليبيا. تهدف مشاريع الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز المجتمع المدني وحقوق الإنسان والإعلام الحر والحكم الديمقراطي والخدمات الصحية والاستجابة لكوفيد-19 وريادة الأعمال وتمكين الشباب والمساواة بين الجنسين. يظل أحد أبرز مجالات دعم الاتحاد الأوروبي لليبيا في إدارة الهجرة ، ودعم المجتمعات الليبية التي تستضيف عددًا كبيرًا من المهاجرين وكذلك اللاجئين والمهاجرين ، وحماية الفئات الضعيفة.
عموما، بلغت مساعدات الاتحاد الأوروبي لليبيا حوالي 700 مليون يورو خلال السنوات الماضية.
ومنذ سنة 2011 ، خصص الاتحاد الأوروبي كذلك 75.3 مليون يورو كمساعدات إنسانية للاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحًا في ليبيا. تركز مساعدات الاتحاد الأوروبي على علاج جرحى الحرب ودعم السكان االمشرّدين قسراً والمجتمعات المضيفة والمهاجرين واللاّجئين في المناطق المتضرّرة من النّزاع. و تعد حماية الناجين من العنف الجنسي والجنساني ، وتوفير التعليم في حالات الطوارئ ، وتعزيز احترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان ، فضلاً عن التنسيق / الدعم اللوجستي للاستجابة الإنسانية ، من بين المجالات الأخرى التي يقدّم فيها الاتحاد الأوروبي الدّعم.
التعاون في مجال الهجرة
تتمثل الأولوية الرئيسية للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالهجرة في حماية المهاجرين واللاجئين والنازحين في ليبيا ودعم المجتمعات المحلية لمواجهة هذا التحدي .
يركز دعم الاتحاد الأوروبي لليبيا فيما يتعلق بالهجرة على البرامج التي تسهّل الوصول إلى الخدمات الأساسية، ودعم المجتمعات المضيفة من خلال توفير فرص العمل لكل من السكان المحليين والمهاجرين، والمساعدة والحماية للمهاجرين المستضعفين. كما تهدف إلى المساعدة في تحسين ظروف المهاجرين واللاجئين في نقاط النزول وفي مراكز الاحتجاز، وكذلك المساعدة في العودة الطوعية للمهاجرين إلى بلدانهم الأصلية ودعم إجلاء المحتاجين للحماية الدولية.
تم تأسيس بعثتين بموجب السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة وهمابعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية ، إيوبام
و وعمليّة القوات البحرية للاتحاد الاوروبي في المتوسّط – عمليّة إيريني، وتتعلّق صلاحياتهما بشؤون الهجرة.
تم إنشاء بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في ليبيا (إيوبام) في مايو من سنة 2013 لتكون مهمة متكاملة لإدارة الحدود. وبعد إجراء التعديلات، صار هدفها الحالي في أن تكون لها مهمة مدنية في بناء القدرات والمساعدة وإدارة الأزمات في ميدان إصلاح قطاع الأمن مع التّركيز على الشّرطة والعدالة الجنائيّة وأمن الحدود والهجرة.
تمّ إطلاق عمليّة القوات البحريّة للاتّحاد الأوروبي في المتوسّط – عمليّة إيريني (تعني "السلام" باليونانيّة) في 31 مارس 2020 بمهمّة أساسية تتمثل في دعم تنفيذ حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا ودعم نظام النفط الذي أرسته الأمم المتحدة لليبيا بهدف الحفاظ على هذا المورد لجميع الليبيين. كمهمة ثانوية ، تساهم عمليّة إيريني أيضًا في عرقلة نموذج أعمال شبكات تهريب البشر والاتّجار بهم من خلال جمع المعلومات والقيام بدوريّات بالطائرات.
الاستجابة لكوفيد-19
تساهم برامج الاتّحاد الأوروبي التي تبلغ قيمتها أكثر من 66 مليون يورو ، معظمها ممولّة من الصندوق الائتماني للاتحاد الأوروبي من أجل إفريقيا ، وكذلك من التمويلات الثنائية والإنسانية ، في الاستجابة لجائحة كوفيد-19 في ليبيا.
تم تعديل الإجراءات الإنسانيّة سنة 2020 لمساعدة ليبيا على الاستجابة لـكوفيد-19 من خلال تعزيز الوعي والنهوض بالنّظافة الصحيّة وتجهيز المرافق الصحيّة بمعدّات الحماية الشخصية. تساهم البرامج الثنائية في الاستجابة لكوفيد-19 من خلال تعزيز النّظام الصحي ومكافحة المعلومات الزائفة ودعم الانتعاش الاقتصادي بعد الأزمة.
من خلال الصندوق الائتماني للاتّحاد الأوروبي من أجل إفريقيا ، دعم الاتّحاد الأوروبي نظام الصحّة العامّة الهشّ من قبل تفشّي الوباء. ومنذ ذلك الحين ، تمّت إعادة تركيز إجراءات الصندوق للمساهمة في الاستجابة لكوفيد-19 من خلال مجموعة متنوعة من الانشطة بما في ذلك توزيع معدات الحماية الشخصية الأساسية ، وتدريب الطاقم الطبي ، وحملات حول منع انتشار الفيروس بين الفئات الضعيفة.
يعمل الاتحاد الأوروبي مع منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة واللجنة الطبية الدولية واليونيسيف من خلال برنامج خاص بكوفيد -19 بقيمة 22 مليون يورو لمساعدة السلطات على تنسيق جهود الاستجابة للفيروس بشكل أفضل في جميع أنحاء البلاد ، وتوفير الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لمقدمي الرعاية الصحية.