لبنان: ملاحظات الممثل الأعلى إلى الصحافة على إثر المؤتمر الدولي في باريس
يتناول هذا المؤتمر الدعم الإنساني لشعب لبنان فحسب، بل تناول أيضاً الدعم الكامل للأمة اللبنانية من أجل استعادة سيادتها ودعم جميع مؤسساتها.
يعاني الشعب اللبناني كثيراً اليوم بسبب الهجمات الإسرائيلية رداً على هجمات حزب الله. وهذا يؤدي إلى عدد لا يُحتمل من الضحايا المدنيين وإلى تدمير كامل للبلاد.
أعتقد بأنَّه ما من تناسب بين الهجمات والضحايا. فقد قُتِلَ 2,400 مدني، ونزح مليون ومائتا ألف، من بينهم 400 ألف طفل. وترزح البلاد تحت ضغط كبير. لذلك يجب وضع حد لهذا الأمر.
قدّمنا سبع نقاط اليوم.
النقطة الأولى هي وقف إطلاق النار. فإذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار، فلن ينجح أي شيء آخر – ولكن من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يجب مكافحة الإفلات من العقاب، وحثّ جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة على احترام القانون الدولي. ويجب أن نأخذ في الاعتبار عدد الأضرار الجانبية بين المدنيين في لبنان. وهذا ما لا يحصل.
ثانياً، يتعين على الأطراف اللبنانية والقيادات السياسية اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها وعليها انتخاب الرئيس. فإذا لم تنتخب الرئيس لجعل البلاد تعمل، فلن يتم حل أي شيء.
ثالثاً، علينا تعزيز وجود اليونيفيل وإدانة الهجمات ضدها. فنحن نعرف من يهاجم اليونيفيل. لقد شاهدت مقاطع فيديو حيث يظهر بوضوح أن جيش الدفاع الإسرائيلي يهاجم اليونيفيل. هذا أمر غير مقبول على الإطلاق. واتفق الجميع على دعم اليونيفيل ورفض الهجمات ضدها.
رابعاً، الجيش اللبناني. يجب تقوية الجيش اللبناني. وبمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار، يجب نشر الجيش اللبناني في الجنوب. لقد استمعنا إلى خطط الجيش اللبناني لرفع عديده بمقدار 6,000 عنصر.
إلا أنّه علينا أن نقدم له الدعم. ونحن كاتحاد أوروبي، سنقدم هذا العام 20 مليون يورو، وفي العام المقبل 40 مليون يورو للجيش اللبناني. ومن ناحية الدعم الإنساني، سيتم التبرع بنحو 80 مليون يورو للدعم الإنساني وحده.
لكن الجيش اللبناني يحتاج إلى الكثير من الدعم، إذا أردنا له أن يكون قادراً على حماية حدود بلاده وسيادتها. ويتعين عليه أن يكون أكثر تدريباً وأفضل تجهيزاً.
إذاً هناك الجيش اللبناني، واليونيفيل، وانتخاب الرئيس، ووقف إطلاق النار، وإعداد خطة دعم اقتصادي عندما يتم انتخاب الرئيس – من أجل إعطاء حافز للطبقة السياسية في لبنان لتحمل مسؤولياتها.
س: ما الرسالة ضد إطلاق جزب الله 8,000 صاروخ في اتجاه إسرائيل الأسبوع الماضي؟
نعم، بالتأكيد. نحن ندين هجمات حزب الله ضد إسرائيل، بالتأكيد. كما ندرك تماماً دور إيران في هذه المسألة. وهناك رابط قوي بين الحرب في لبنان والحرب في غزة، وثمة رابط قوي بين حزب الله وإيران. نحن ندرك ذلك تماماً. ونحن ندين ونأسف لأنَّ 60 ألف إسرائيلي اضطروا إلى مغادرة مجتمعاتهم. هناك 60 ألفاً في أحد الجانبين و1.2 مليون في الجانب الآخر. لذلك نأخذ هذا الأمر في الاعتبار.
س: ماذا عن فائدة اليونيفيل؟
فائدة اليونيفيل؟ اليونيفيل لديها تفويض. إذا كنتم تريدون لليونيفيل أن تفعل شيئاً مختلفاً، فعليكم تغيير التفويض. لكن اليونيفيل تفعل ما طُلب منها القيام به. ولا يمكنكم أن تطلبوا من شجرة نخيل أن تنتج خوخاً. فإذا كنتم تريدون تغيير تفويض اليونيفيل، فيتعين على [مجلس الأمن] الدولي أن يفعل ذلك. وفي هذا الوقت، تؤدي اليونيفيل عملها.
س: السيد بوريل، بالنسبة إلى مسألة التعزيز، تحدثتم عن تعزيز اليونيفيل. هل تبدو فكرة نشر قوات متعددة الجنسيات خارج الوحدات الموجودة حالياً في جنوب لبنان فكرة معقولة بالنسبة إليكم؟
علينا عفواً أن نجعل ما لدينا يعمل. لدينا 10,000 رجل منتشرين على الحدود. ويمكن أن يكون لدينا 15,000، لأن 15,000 هو العدد المسموح به لليونيفيل. أعتقد بأنّه علينا استكشاف كل الإمكانيات لجعل اليونيفيل أكثر قدرة على العمل، ضمن إطار ولايتها. ويمكننا أن نطلب من اليونيفيل أن تفعل المزيد، لكن علينا أن نطلب ذلك. قمت بزيارة اليونيفيل وقالوا لي: "نحن نفعل ما يُطلب منا القيام به. وإذا طُلِبَ منا أن نفعل شيئا آخر فسنفعله". يمكننا زيادة عديد اليونيفيل بنسبة 50%، لذلك دعونا نفعل ما في وسعنا. دعونا لا نعود إلى نقطة الصفر دائماً. وإذا كانت هناك أفكار أخرى فمرحباً بها. لكنّني شخص عملي جداً. فإذا كان لدينا 10,000 رجل ويمكن أن يكون لدينا 15,000، فلنستخدمهم قبل البحث عن الحلول التي سيكون تنفيذها دائماً أكثر صعوبة.
س: ما هي رسالتكم للأسرة الدولية، في ضوء هذا العدد المتزايد من الضحايا المدنيين في لبنان، دون أن يتمكن أحد من وقف هذه المجزرة اليوم؟
إنَّ عدد الضحايا المدنيين في لبنان لا يُحتمل. وأنا أتحدث عن التناسب. فمن المؤكد أنَّ لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حزب الله، ولكن لكل حق حدود. والحدود هي القانون الدولي. فالأضرار الجانبية التي تسببها للسكان المدنيين – مقتل 2,400 شخص – لا تعكس بالتأكيد التناسب. ولابد من احترام البلاد، فليس كل أفراد الشعب اللبناني أعضاء في حزب الله. لذلك لا بد أن تضغط الأسرة الدولية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقد اتفق الجميع اليوم على ذلك: وقف إطلاق النار. فبدون وقف لإطلاق النار، لن يكون أي شيء ممكناً ـ ولكن من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يجب الجمع بين الإقناع والقيود. ولا بد من وضع حد للإفلات من العقاب.
س: س. (غير مسموع) كيف يمكننا إنهاء هذه المشكلة؟ هل القائد مستعد للاعتقاد بأن هذه المشكلة ستنتهي مبكرًا أو أنها ستستغرق وقتًا طويلاً؟
يريد الجميع أن تنتهي هذه الحرب بسرعة، لأن الخسائر البشرية تتزايد في كل يوم. هناك 400 ألف طفل خارج المدارس و1.2 مليون شخص، أي 20% من سكان لبنان، خارج منازلهم. لقد دمرت منازل معظمهم، وعليه لن يكون لديهم ما يعودون إليه عند التوصل إلى وقف إطلاق النار. ويتعين على الأسرة الدولية ممارسة الضغوط الدبلوماسية. وهذا ما يفعله الجميع. ومن المؤسف أنّه كان هناك اتفاق في أيلول. حسناً، إن لم يكن اتفاقاً، كان يمكن أن يكون كذلك. ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق في النهاية. والآن كل ما يمكننا فعله هو ما نقوم به على مستوى الاتحاد الأوروبي، وعلى مستوى الأمم المتحدة، وعلى مستوى الولايات المتحدة. يضغط الجميع من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والذي قد يشكل الأساس لضمان الأمن في إسرائيل والسلام للشعب اللبناني.
س: هل وضعتم مهلة لوقف إطلاق النار؟
أمس!