لبنان: بيان الممثل الأعلى بعد مؤتمر باريس لدعم البلاد
لقد قمت بتمثيل الاتحاد الأوروبي أمس في المؤتمر الدولي من أجل دعم شعب لبنان وسيادته، في باريس. إن الوضع في لبنان خطير للغاية ويحتاج إلى جهود عاجلة وواسعة النطاق لوضع حد للمواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، والتي تسبب معاناة هائلة للسكان المدنيين وتدمر النسيج الاجتماعي اللبناني.
لقد كان المؤتمر مناسبة مهمة للمجتمع الدولي لإعادة تأكيد التزامه، في لحظة بالغة الخطورة، بحشد الدعم السياسي والاقتصادي العاجل للبنان.
بالنسبة للاتحاد الأوروبي، يجب إرساء مسار متين وسريع، على أساس سبع خطوات لا غنى عنها.
الخطوة الأولى هي وقف إطلاق النار: بدون تعليق الأعمال العدائية، لن يكون أي شيء ممكنًا. وفي هذا الصدد، من الضروري إرساء المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني.
الخطوة الثانية يجب أن تكون تنظيم الانتخابات الرئاسية، التي تم تأجيلها لفترة طويلة جدًا، في أقرب وقت ممكن.
الخطوة الثالثة تتلخص في إعطاء مضمون لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، والذي تم إحباط تنفيذه بشكل واضح من قبل مصالح خارج لبنان. وفي هذا الصدد، نحتاج أيضاً إلى الاعتراف بوضوح بالمسؤولية التي يتحملها حزب الله وإيران.
إن استعادة سيادة لبنان على أراضيه تتطلب أيضاً نشر القوات المسلحة اللبنانية في جميع أنحاء البلاد، وفي الجنوب، حيث يجب أن تصبح القوة العسكرية الوحيدة الموجودة. وقد دعم الاتحاد الأوروبي القوات اللبنانية من خلال مرفق السلام الأوروبي بإجمالي 21 مليون يورو حتى الآن، ومن المتوقع تقديم 40 مليون يورو أخرى للعام المقبل.
الخطوة الخامسة هي ضمان وجود اليونيفيل في جنوب لبنان من خلال منحها تفويضاً جديداً أكثر قوة.
ومن الضروري والعاجل أيضاً أن نقدم مساعدات إنسانية طارئة غير مشروطة للشعب اللبناني. إن الاتحاد الأوروبي يلعب دوره وسوف يستمر في القيام بذلك، وقد رفعنا تمويلنا الإنساني لمعالجة عواقب الحرب في لبنان إلى ما يقرب من 80 مليون يورو. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت المفوضية الأوروبية في أوائل أكتوبر عن دعم طارئ إضافي بقيمة 30 مليون يورو للبنان.
وأخيراً، يتعين علينا أن نكون مستعدين لمنح مساعدات اقتصادية قوية، بمجرد انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
إننا نخوض حاليًا سباقًا مع الزمن، بين إمكانية بدء عملية سياسية في لبنان وبين اندلاع حريق شامل بعواقب لا يمكن التنبؤ بها.
إن المجتمع الدولي ملزم ببذل قصارى جهده للمساهمة في إعادة السلام إلى لبنان، على أسس متينة تضمن الاستقرار والسيادة على المدى الطويل. ونحن بحاجة إلى اتخاذ الخيارات والتصرف وفقًا لذلك، من أجل مصلحة الشعب اللبناني والمنطقة بأسرها.
للتواصل:
نبيلة مصرالي