الاتحاد الأوروبي والمغرب: شراكة استراتيجية تتعمق وتتوسع
شراكة قائمة على مبادرات ملموسة
بعد استقباله من قبل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، كان للممثل السامي/نائب رئيسة المفوضية لقاءً مثمراً مع الوزير بوريطة تباحثا فيه حول السبل الكفيلة بتعميق وتوسيع الشراكة التي تجمع الاتحاد الأوروبي بالمغرب. وخلال الندوة الصحفية المشتركة التي أعقبت هذا اللقاء، أعلن جوزيب بوريل إطلاق مبادرتين جديدتين من شأنهما تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، ويتعلق الأمر (أ) بحوار رفيع المستوى في المجال الأمني لمواجهة التهديدات الأمنية والإرهابية في الجوار المباشر بشكل مشترك؛ و(ب) بتعاون معزز بين الاتحاد الأوروبي والمغرب داخل المؤسسات متعددة الأطراف حتى تتمكن المبادرات المشتركة بين بلدان الشمال والجنوب من إعادة إطلاق عملها لمواجهة التحديات العالمية.
خلال هذه الزيارة، التقى الممثل السامي أيضا كل من وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي ووزير التربية شكيب بنموسى للتقدم في تنفيذ الشراكات الثنائية في هذين المجالين. فضلا عن ذلك، دار لقاء جد مثمر بين الممثل السامي ومستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس السيد أندري أزولاي حول قضايا الهوية والتعايش لمواصلة بناء رؤية مشتركة في ظل التحديات الإقليمية.
تعتبر المبادلات الاقتصادية والمالية والتجارية عناصر تعكس البعد الملموس للشراكة بين الاتحاد الأوربي والمغرب. في هذا السياق، ذكَّر السيد الممثل السامي/نائب رئيسة المفوضية أن الاتحاد الأوروبي أهم شريك تجاري للمغرب حيث أن ثلثي التجارة الخارجية للمغرب تتم مع الاتحاد الأوروبي وأكثر من نصف الاستثمارات الخارجية في المغرب مصدرها أوروبا.
"نحن أهم شريك تجاري... أكثر من نصف الاستثمارات الخارجية وثلثي التجارية الخارجية. هذا إنجاز يصعب تجاوزه. أنتم كذلك أهم مستفيد من تعاون الاتحاد الأوروبي في المنطقة. في الفترة 2014-2020 ، بلغت قيمة التعاون 1،4 مليار أورو وفي الفترة 2021-2027، سننتقل إلى 1،6 مليار أورو. في هذا الظرف المالي الصعب، الرفع من الموارد المالية بنسبة 15 % أمر يجدر التنويه به."
الممثل السامي/نائب الرئيسة خلال الندوة الصحفية المشتركة مع الوزير بوريطة
العدوان الروسي غير المبرر ضد أوكرانيا: تحدٍّ كبير وصوت المغرب له وزن
فيما يتعلق بالرهانات الجيوسياسية الراهنة، ركز الممثل السامي/نائب رئيسة المفوضية على العدوان الروسي غير المبرر ضد أوكرانيا ووصفه بالتحدي الكبيرالذي يواجهه العالم برمته ويهدد أمنه الغذائي والطاقي.
وبيد أن الإعلامي الروسي التضليلي يدعي أن عقوبات الاتحاد الأوروبي مسؤولة عن كل هذه الصعوبات، أوضح الممثل السامي/نائب رئيسة المفوضية أن هذه الإعداءات "مجرد أكاذيب مضيفا: " عقوباتنا لا تستهدف بتاتا وبأي شكل من الأشكال صادرات الحبوب والأسمدة الروسية. روسيا هي من استهدفت الموانئ والطرق ومخازن الحبوب في أوكرانيا".
في هذا السياق، أوضح الممثل السامي للوزير بوريطة مدى أهمية صوت المغرب في الجهود المبذولة لوقف هذه الحرب والحد من آثارها الاقتصادية والإنسانية".
قضية الصحراء الغربية
فيما يتعلق بالصحراء الغربية، أكد الممثل السامي/نائب رئيسة المفوضية دعم الاتحاد الأوروبي لمسلسل الأمم المتحدة ولمبادرات المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية، السيد ستافان ديمستورا، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل وواقعي وعملي ومستدام ومقبول من الطرفين وقائم على التوافق بناءً على قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
إدعاءات الفساد في البرلمان الأوروبي: لا مجال للتسامح
في موضوع التحقيق الجاري بخصوص ادعاءات الفساد ضد أعضاء في البرلمان الأوروبي، تقاسم الممثل السامي/نائب رئيسة المفوضية، خلال الندوة الصحفية المشتركة مع الوزير بوريطة، انشغاله عقب الأحداث التي تناقلتها الصحافة في هذا الموضوع بالنظر إلى خطورة الاتهامات مذكِّرا بالموقف الصارم للاتحاد الأوروبي:
" موقف الاتحاد الأوروبي واضح: لا هروب من العقاب عندما يتعلق الأمر بالفساد – لا تسامح. علينا انتظار نتائج التحريات التي تقوم بها السلطات القضائية حاليا والتي ستلقي الضوء على هذه الأحداث ونتطلع أن يتعاون الجميع بشكل كامل في إطار هذا التحقيق."
الجامعة الأورومتوسطية بفاس – الشباب صانع المستقبل في منطقتنا المشتركة
في تفاعله مع طلاب الجامعة الأورومتوسطية بفاس التي تجمع في حرمها 43 جنسية والتي هي ثمرة استثمار أوروبي بقيمة 90 مليون أورو ، تحدث الممثل السامي/نائب رئيسة المفوضية عن المسؤوليات الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي في السياق الجيوسياسي الراهن.
و في هذا الصدد، أكد الممثل السامي/نائب رئيسة المفوضية للطلاب أن الغزو الروسي غير المبرر لأكرونيا (الخارج عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة) وآثاره السلبية العالمية على الأمن الغذائي والطاقي وتراكم التحديات العالمية مثل التغير المناخي والجائحات العالمية والتهديدات المرتبطة بحقوق الإنسان والديمقراطية كلها تحديات تستدعي المزيد من التعاون مع جيران الضفة الجنوبية للمتوسط.
"في هذا السياق، دور الاتحاد الأوروبي –وقد شرحت ذلك اليوم لطلاب الجامعة الأورومتوسطية بفاس- هو أن يتعاون أكثر مع بقية العالم وأن يقوم بذلك بكثير من التواضع. وهذا ما أتيت من أجله إلى المغرب. وسأعود وأنا واعٍ بأنه لازال هناك طريق طويل سنقطعه مع المغرب ومع إفريقيا برمتها لنستشرف المستقبل وخاصة مع الشباب مثل الشباب الموجود هنا اليوم في هذه الجامعة المتميزة."
-الممثل السامي/نائب رئيسة المفوضية بالجامعة الأورومتوسطية بفاس