الجزائر والاتحاد الأوروبي يكثفان التبادل بين الخبراء في مجال الهيدروجين الأخضر
في إطار تنفيذ الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة، نظمت وزارة الطاقة والمناجم بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر ورشة مشتركًة للخبراء حول موضوع "نحو اقتصاد الهيدروجين الأخضر: الاستراتيجيات والأطر التنظيمية والمشاريع الجاري تنفيذها " يوم الاثنين 24 يونيو 2024 بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة.
وقد افتتح الورشة، ممثلا للسيد وزير الطاقة والمناجم، الامين العام للوزارة، السيد عبد الكريم عويسي عن الجانب الجزائري، والسيد توماس إيكرت، سفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر، والسيد آلان ليروي، سفير مملكة بلجيكا في الجزائر،
وقد حضر الورشة حوالي مئة مشارك من المؤسسات العمومية الجزائرية والأوروبية والبعثات الدبلوماسية الأوروبية المعتمدة في الجزائر والمنظمات الدولية والمتعاملين الاقتصاديين ومجال البحث ووسائل الإعلام وخبراء آخرين.
وناقش المختصين الاستراتيجيات الجزائرية والأوروبية لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى الفرص الجديدة المتاحة في هذا المجال من حيث الاستثمار وخلق فرص العمل والأسواق الجديدة، لخفض الكربون في الصناعات والنقل الثقيل والبحري. كما تمتلك الجزائر عددًا من المقومات التي قد تمكنها من فتح سبل تصدير أخرى للهيدروجين ومشتقاته، مما يجعل منها مركزًا للهيدروجين النظيف والمتجدد في حوض البحر الأبيض المتوسط وموردًا رئيسيًا للهيدروجين المتجدد.
وأتاحت ورشة العمل الفرصة للمشاركين لتحليل الأطر التنظيمية الجزائرية والأوروبية التي تحكم إنتاج وتجارة الهيدروجين المتجدد، ومراجعة مناهج التصديق على المنشأ المتجدد للكهرباء المستخدمة في إنتاج الهيدروجين.
وتعمل الجزائر ودول الأعضاء الاتحاد الأوروبي على تطوير مشاريع هامة لإنتاج الهيدروجين المتجدد واستخدامه ونقله: وقد أتاحت ورشة العمل فرصة لتقييم المشاريع الحالية والمستقبلية، لا سيما تلك التي يتشارك فيها الجانبان الجزائري والأوروبي. كما تمت مناقشة مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين SoutH2 والذي يمثل فرصة ممتازة للربط بين الضفتين، مما يسهل التطوير الواسع النطاق للهيدروجين الأخضر وضمان منافذه إلى السوق الأوروبية. وفي هذا الصدد، تم التطرق إلى الجوانب التقنية، مثل استخدام البنى التحتية الحالية، وكذلك التحديات التي يجب مواجهتها من أجل تحقيق هذا المشروع الطموح.
ويندرج تنظيم هذا الحدث في إطار الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة التي تحتل مكانة محورية في العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. ويتمثل الهدف الأساسي لهذه الشراكة في تطوير وتعزيز التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في قطاع المحروقات، وكذلك في مجال الطاقات المتجددة والكفاءة الطاقوية والهيدروجين.
وستتواصل المناقشات حول تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في اجتماعات الخبراء التي تعقد بانتظام في إطار هذه الشراكة، وستتم مرافقتها ببرنامج جديد للمساعدة التقنية.
للتذكير، فإن التعاون الثنائي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة والمناجم يندرج في إطار مذكرة التفاهم حول الشراكة الاستراتيجية الموقعة في 2013 والاتفاق الإداري المعتمد في 2015 بالجزائر العاصمة حول تنفيذه. ويرتكز هذا التعاون على إطار دائم للحوار والتشاور، لا سيما من خلال التبادل المنتظم بين مجموعتي الخبراء: "الغاز الطبيعي" و"الكهرباء والطاقات المتجددة والكفاءة الطاقوية".
منذ عام 2021، أصبح الهيدروجين الأخضر من بين أولويات الحوار الطاقوي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. وقد عُقدت ورشة عمل أولى للخبراء حول تطوير هذا القطاع في 13 يونيو 2023 في الجزائر العاصمة. ويدل انتظام هذا الحوار على رغبة الطرفين في تعزيز تعاونهما في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، لا سيما المحروقات والطاقات الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتطوير الربط الكهربائي بين الضفتين.