بعد حصوله على البكالوريا في الفيزياء والكيمياء، قرر ناصر الالتحاق بكلية العلوم في الرباط لدراسة البيولوجيا. وبفضل فضوله ومثابرته، انخرط ناصر بسرعة في أعمال تضامنية واجتماعية مع منظمات شبابية مثل AGORA وATLAS for Development وهناك اكتشف برنامج التبادل الافتراضي ERASMUS+  الموجه للشباب. هذه الفرصة غيّرت نظرته للعالم.

يقول ناصر: «بفضل انخراطي الجمعوي، اكتشفت برنامج  ERASMUS + الذي يتيح التفاعل مع شباب آخرين وخبراء ومربين وتقاسم المعارف ومناقشة القضايا المشتركة معهم، وهذا ما أثار حماسي بشكل كبير» وأردف قائلا: «أردت معرفة المزيد عن هذا البرنامج، فقمت بإجراء بحث في مكتب إيراسموس-المغرب وهناك اكتشفت إمكانية التقدم للحصول على منحة لتحضير شهادة الماستر. دون أي تردد، انتهزت هذه الفرصة، واخترت البيئة ومكافحة التغير المناخي كموضوعين رئيسيين. تم قبول طلبي، وحينها بدأت أستعد لاكتشاف الاتحاد الأوروبي".

خلال السنة الجامعية 2023-2024، عاش ناصر تجربة استثنائية في فنلندا، بلد كان يجهل عنه كل شيء تقريباً. التحق بجامعة شرق فنلندا في يونسو، وكان لمدة إقامته هناك تأثير عميق عليه من خلال الدراسات المشوقة التي تركز على الغابة والمحافظة عليها، والحياة الطلابية النشطة والعلاقات التي نسجها مع أشخاص جاؤوا من جميع أنحاء العالم. وشكل ذلك بالنسبة له اكتشافًا وفرصة سانحة للاطلاع على ثقافات أخرى وأنماط حياة مختلفة والتفاعل مع عقليات يطبعها الفضول العلمي وتتميز بالالتزام. الموضوعات التي تمت مناقشتها  كانت وجيهة وملهمة تفتح له آفاقًا مستقبلية جديدة.

كما استفاد ناصر من جولة أوروبية يتم تنظيمها في إطار برنامج "إيراسموس موندوس"، ما سمح له بزيارة ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والنمسا ورومانيا. حاليًا، يتابع ناصر تعليمه من خلال دورة تدريبية في ألمانيا بالمعهد الأوروبي للغابات في بون. هذه الأشهر الدراسية مكنته من فهم أهمية التدبير المستدام للغابات. وفي هذا الصدد، يؤكد ناصر قائلا: «إضافة إلى المحافظة على المجال الغابوي، يتعلق الأمر بالحفاظ على التنوع البيولوجي والوقاية من المخاطر الطبيعية وضمان إنتاج الخشب بشكل مسؤول".

هذه الفترة الدراسية في ألمانيا ستعقبها سنة ثانية من الماستر في التقانات الفلاحية بمدينة  نانسي الفرنسية حيث سيعزز ناصر خبرته ومعرفته بالغابات ووسائل حمايتها. كل هذه التجارب الدولية تجعله يرغب في خوض مسيرة مهنية يستطيع من خلالها توظيف مهاراته لخدمة القضايا البيئية التي تهم جميع البلدان.

يختتم ناصر قوله بتأثر: " مخطئون هم الطلبة المغاربة الذين يعتقدون أن هذا النوع من الفرص ليس موجها لهم. فمن الضروري الحفاظ على الثقة بالنفس وعدم التقليل من القدرات الذاتية. لهذا، لا يجب التردد في مواجهة التحديات التي تبدو مستحيلة. برنامج ERASMUS لم يقدم لي مجرد منحة دراسية، بل فتح لي الأبواب نحو العديد من الفرص. فكل لقاء وكل نقاش وكل اكتشاف يساهم في تشكيل هويتي ورؤيتي للمستقبل."